#النشرة الأسبوعية 10:عن أهمية التعلم الأكاديمي

صحّ عيدكم وكل عام وانتم بخير، ربي يعيدو علينا وعليكم في ظروف أحسن ان شاء الله
group of fresh graduates students throwing their academic hat in the air

قرأت مقالا للمدون والمترجم يونس بن عمارة يوضح فيها عن وجهة نظره: متى تصير الشهادة الأكاديمية مهمة، وهو مقال مهم جدا أدعوكم لقراءته.

أما تعقيبي حوله، والذي أتمنى في الحقيقة ان اكتب حوله مقالا متكاملا يوما ما.
شخصيا اعتبر الشهادة الأكاديمية مهمة إلا أنها ليست شرطا للنجاح.
ولأكون صادقة منذ سنوات قليلة كنت اعتقد ان التعليم الاكاديمي ليس بذلك الأهمية على الرغم من أنني شخص أكاديمي. لكن فكرتي كانت ان النجاح لا تحده لا شهادات بل كفاءات وفقط. وكأنني كنت ناسية تماما لمصدر الكفاءة من اين يأتي أساسا.
لكن بعد تفكيري الكثير في هذا الموضوع، واستنادا ايضا على تجاربي في التعلم، وجدت أنني اجد صعوبة في تعلم أي شيء جديد إذا لم يكن لدي مقرر واضح حوله، يمنحني مسارا واضحا على الأقل مبدأيا.
ولا يمكن إيجاد مقرر واضح ومفصل يضعك في السكة ويجعل المفاهيم الكثيرة مبسطة وسلسلة إلا في المقررات الأكاديمية.
لذلك صرت اجمع مقررات أكاديمية في أي مجال اريد تعلمه وانطلق منها.

تجربتي:
أتعلم التصميم الغرافيكي منذ 2011، الدروس لا محدودة على اليوتيوب، المدونات أيضا بها الكثير من المعلومات، ولكنني مع الوقت كنت اجد ان هناك قولبة في الأفكار، بل صرت اشعر ان نفس الأفكار تعاد في كل دروس اليوتيوب، نفس الذوق يدور في التصاميم عموما، ونادرا ما اجد تصميما يشعرني بعظمته.
تساءلت حينها كيف يمكن أن أطور من نفسي، وجدت نفسي أنقاد الى الكتب، وجمعت مجموعة لا بأس بها، وبدأت في مطالعتها، كانت كتبا لأكاديميين في التصميم والاخراج الفني، المطبوعات والتخطيط وعلم الألوان والكثير..
وحينما شرعت في دراسة هذه الكتب شعرت بالفرق والاختلاف الشاسع بين نظرتي السابقة للتصميم الغرافيكي وما بدأت تكون عليه الآن، حينها فهمت الفرق بين التعلم الأكاديمي والتعلم العشوائي.

لذلك يمكن للواحد الحصول على التعلم الأكاديمي دون دخول الجامعة، وذلك بجمع المقررات والمسارات الأكاديمية، وضع خطة واضحة لما يريد تعلمه، تكوين علاقات مع أشخاص أكادميين في المجال لطرح تساؤلاته عليهم.

لكن هل الشهادة ذات قيمة للحصول على عمل؟

قبل اسابيع سمعنا أن الرئيس ترامب وقع على قانون في الولايات المتحدة يضع الكفاءة قبل الشهادة في أي وظيفة، اضحكني في الحقيقة رأي الشعب الجزائري العظيم، في انه قرار مرحب به وأنها دولة الكفاءات، ضحكت لان كلامهم يظهر انهم لا يعرفون عن حقيقة هذا القرار شيئا.

اتذكر مشاركتي في دورة حول Soft Skills "المهارات الناعمة" قبل سنتين تقريبا، ولان الجهة التي أقامت الدورة هي جهة تابعة للسفارة الأمريكية بالجزائر، كل الأمثلة المطروحة والأفكار كانت أفكار أمريكية، أخبرنا حينها أستاذ الدورة أن نسبة 60% من الشعب الأمريكي يعمل في غير مجال دراسته، حينها طرح سؤالا: لماذا تعتقدون ان الشعب الأمريكي مازال يولي اهتماما للتعلم الاكديمي؟

لم يستطع احدنا نحن المشتركين التكهن حول أهمية الشهادة عندهم، حينها اجاب استاذ الدورة، انهم يشترطون عليك شهادة أكاديمية مهما كان تخصصها في جلّ الشركات الأجنبية وليس فقط الأمريكية، هدف ذلك أنها ضمان ان هذا الشخص يستطيع الالتزام بعمل ما استنادا على التزامه لعدة سنوات في التعلم الأكاديمي، وأنه يولي اهتمام للحضور الشخصي ولديه القدرة على تحمل العمل تحت الضغط والعمل الجماعي.
فالتعلم الأكاديمي يمنح الشخص بعض القدرات في العمل، والتي قد لا يلحظها البعض إلا أنها فعلا موجودة وعن تجربة.

لذلك تم المصادقة على قرار الكفاءة قبل الشهادة في الولايات المتحدة استنادا على البنية الفكرية للشعب الأمريكي، فالجميع هناك لديه شهادات جامعية، حتى اللاعبين والممثلين والراقصين وعارضي الأزياء، اي ان الفئة المشهورة والتي تمتلك حسابات بها المليارات من الدولارات هم أشخاص اكاديميون فعلا.

نصيحة:
وهناك نصيحة اخترقت عقلي حينما اخبرنا بها أستاذ الدورة، واتمنى ان تستوعبوها جيدا فهي مهمة.
النصيحة هي انه عليك الحصول على عمل مهما كان هذا العمل بعد التخرج مباشرة، ولو استطعت فعل ذلك وانت في الجامعة فذلك افضل بكثير، لا يشترط العمل في مجال دراستك بالتحديد، يمكنك العمل في مجالات أخرى لديك القدرة فيها، أو العمل المستقل، بل حتى العمل التطوعي والجمعوي عموما له وزن واهمية بالغة في السيرة الذاتية لدى الشركات الأجنبية عموما.
اخبرنا حنيها ان الكثيرون في مقابلات العمل يوجه لهم السؤال: تخرجت في السنة الفولانية و انت تتقدم الى هذه الوظيفة هذه السنة اي بعد سنتين من تخرجك، ماذا كنت تفعل خلال هذه الفترة؟ 
لو تكون الاجابة لا شيء، ستنتهي المقابلة عند ذلك السؤال، وستخسر الوظيفة لا محالا.
لذلك من المهم التفكير فيما يتطلبه سوق العمل، وان لا نبقى أغبياء نتبع كلام فارغ، وكلام اصحاب المقاهي التي تفكر بشكل سطحي ولا تعرف عن قانون العمل شيء.

والأهم من كل ذلك، هو فهم جيّد لمفهوم الكفاءة من الأساس. حتى لا نقع في المغالطات ويشعر الواحد انه ضحية مؤامرة كونية تستهدفه، والحقيقة انه فقط كان يتصرف بغباء لسنوات.




gray and black typwriter

لماذا نكتب كل يوم؟ ولماذا نسعى لتحسين ملكة الكتابة عندنا ككتاب؟  
هل نحن بذلك نسعى لتحسين العالم أم هو تحسين لذواتنا كما رجح ريك مودي حين قال: “أظن أنني عندما أكتب -أو بشكل أدق- متى ما كتبت، سأكون إنسانًا أفضل وأكثر سلامًا؟”. أو كما قالت ميريدث ماران محررة كتاب (لماذا نكتب) الشهير -والتي جمعت فيه آراء مجموعة كبيرة من الكتاب: “أكتب الكتب لكي أجيب على أسئلتي”.
صدقًا، ما هي التعويذة التي نطقناها حتى سُحرنا بأعاجيب الكلمات وصار العيش بدونها مجازفة قد تنهينا وتنهي كينوناتنا؟ أم أننا نمضي بكتاباتنا عقدًا مع الخلود ألّا نفنى، ونبقى أحياء في كلماتنا وحروفنا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها؟

أما أنا فاكتب لأعرف عن نفسي أكثر. فاليوم الذي قررت فيه الكتابة هو ذات اليوم الذي تجردت فيه من كل الأكاذيب التي عشتها منذ ولادتي. فالكتابة في آخر المطاف هي شكل من أشكال البوح، وبفضلها أنا أقترب من ذاتي كل يوم، وبها سأعيش بصورتي الأصلية؛ مجردة من أي زيف.

مقتبس من مقالي | لماذا الكتابة..؟ عن هواية المدون وحرفة الأديب! | المجلة الثقافية أراجيك

أعجبني هذا الأسبوع:

مقال | ما معنى أن نفكّر في اليأس؟ | منصة معنى


كيف يمكن ان نثري المحتوى العربي بشكل صحيح خاصة نحن المدونون، أبو إياس يجيب في هذه التدوينة | التحول من الويب العميق إلى الويب المفهرس للمحتوى العربي | مدونة أبو إياس


مدونة ثرثرة عقل تنشر نشرتها الأسبوعية الرابعة | ماذا تعني الثروة بالنسبة لك؟

اقتباس الأسبوع:
في النهاية ستدرك أنك لم تكن تطلب الكثير، لكنك كنت تسأل الشخص الخطأ.
- هيث ليدجر
 
دعاء اعجبني أردت مشاركتكم به:
"يا ربّ: علمني كيف أحبّك.. حبًّا خالصًا.. لا شريك لك فيه.. ولا مثيل.. حبًّا أعيش به لأجلك.. وأموت عليه لأجلك.. وألقاك به وأنت راضٍ عنّي.. يا ربّ: علمني كيف أطرق بابك.. طرق السائل الذي يظنّ بك خيرًا كثيرا.. طرق الذي لا حاجة له إلا عندك.. طرق المستغني عن كل شيء إلا سعة رحمتك." 

رومانسيات:
Image
"واختر خليلَ قلبك بحكمةٍ فليست كُلّ القلوب بالقلوب تليقُ 
واختر لنفسك شخصًا إذا قَست عليك الأيام يكن لكَ فيه عشمٌ لا يخيب". 

عشرة أسابيع من التدوين الأسبوعي | ما رأيك في النشرة الأسبوعية الخاصة بالمدونة؟

حقوق الصورة محفوظة: Vasily Koloda

اقرأ أيضا

من كائن ليلي ، إلى كائن صباحي

الحزن القاتل الصامت| متلازمة القلب المكسور

صراع العمالقة .. attack on titan