i'm infinite ..!!
انه لشعور رائع ذلك الذي كان الأبطال الخارقون
يجعلوننا نشعر به كلما شاهدناهم على الشاشة الصغيرة عندما كنا صغارا ، باتمان ،
سوبرمان كانوا رجالا يمتلكون قدرات خارقة لا يمتلكها الباقون ، و ذلك هو الجزء
الرائع الذي جعلنا نتابعهم بتشويق و اهتمام ، انهم مختلفون عن الباقين ، رغم صغر
سننا حين ذاك إلا أن ذلك دليلا على أن غريزة التميز خلقت معنا ، ولا نستطيع
تناسيها بسهولة ، كما أن ذلك الحافز الرهيب الذي نشحن به فيجعلنا نحاول تقليد
تصرفاتهم عند انتهاء كل حلقة من حلقاتهم يجعلنا نشعر أننا لا نهائيون (infinite)
..
لكن عندما نكبر ، و نعرف حقيقة أنهم شخصيات
كرتونية ، نشعر بخيبة أمل كبيرة ، وأن محاربة الشر بتلك الطريقة التي كانت تحفزنا
على أن نكون أشخاصا صالحين ، مجرد أكذوبة
فلا يحارب الشر بتلك الطريقة العبقرية أبدا ..
لكن لأننا لا نريد تصديق الأمر ، رغم أننا
كبرنا حقا ، إلا أننا لا زلنا نشاهد أفلامهم ، جديدها و قديمها ، وتبقى أفلام
الخارقين هي الأعلى ترتيبا في عائدات شبابيك التذاكر العالمية ..
أننا لا نهائيون (infinite)
شعور لا يزال هؤلاء يمنحوننا أياه ، و لا زالت قلوبنا تريد التمتع به مهما كانت
المدة ، أننا لا نهائيون هو أننا نستطيع فعل أي شيء ، في أي وقت ..
لكن لماذا نشعر بهذا الشعور عند مشاهدة هذه
النوعية من الأفلام ؟
الجواب يكمن في التفاصيل التي تتسلل لعقولنا
و تجعل قلوبنا تؤمن بها ، هي أن يثق الإنسان بالقدرات التي يتمتع بها مهما كانت ،
فكل بطل خارق كان يمتلك قدرة واحدة يتميز بها عن الآخرين ، لكن لأنه يؤمن بأن قدراته كافية لحل
المشاكل التي أمامه ، كما أنها تمكنه من الوقوف في وجه العدو مهما كانت قوته ، ذلك
هو ما يجعله يستطيع أن يربح ، و يجعلنا نشعر أننا لا نهائيون في تلك الفترة
الوجيزة ..
الثقة ، هي ما تجعلنا
نشعر بأنه يمكننا التحكم في زمام الأمور ، و يمكننا حل المشكلة مهما بلغ تعقيدها ،
و أن نكسب شيئا مهما كان صعبا ، فهي التي تجعلنا نشعر بأننا لا نهائيون (infinite) و ذلك شعور
رائع ، شعرنا به كثيرا عندما كنا صغارا لكن عندما كبرنا تراجعنا ، جعلتنا خيبات
الحياة نفكر كثيرا في ما إذا كان بإمكاننا فعل أي شيء ، فكل تلك النواميس التي نعيش
بها حياتنا ، هي فقط تقولبها على عكس ما كنا نتخيل أنها تفعل ، هي لا تنظم حياتنا
بل هي في كثرت تفاصيلها و تعقيدها تجعل الحياة فوضى عارمة و معقدة الى درجة تجعلنا
نترك لها زمام الأمور لتتحكم هي فينا ، و في ظروفها الكثيرة التي تقف دوما عائقا
لكل شخص في هذا العالم ، إلا انه هناك من يستطيع المواصل رغم كل ما يعترضه ،
العنيد في أفعاله و تصرفاته ، فهو يعاند ظروف الحياة فلا يرتاح إلا بقلب الموازين
لصالحه ، وهناك من يرمي كل شيء وراء ظهره و يفضل الجلوس و متابعة ما يفعله الآخرون
..
تلك النواميس التي
تخبرنا أن هذا ممكن وذاك غير ممكن ، على حسب منطق أسلافنا ، لكن هناك دائما الشخص
الأول الذي يستطيع فعل هذا .. there is always the first person who can do this
نيوتن كان الشخص الاول
الذي استطاع تفسير سقوط الأشياء ، وابن
النفيس الشخص الاول الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى ، حتى عباس ابن فرناس رغم أنه لم ينحح إلا أنه كان
مؤمنا بفكرة ، بفضله اليوم نستطيع الطيران و التحليق عاليا ، و ان نقطع بحارا و
محيطات في غضون ساعات قليلة ..
و أنت أيضا يمكنك أن
تكون الشخص الأول ، فقط ثق بقدراتك و حاول تطويرها لتمكنك من الوصول للهدف !