تعلم كيف تنطلق كل مرة ..
لأن الانطلاق
مهارة ، و إعادة شحن الهمم للانطلاق من جديد يعد مهارة أيضا وجب اكتسابها .. لكن
الأهم هو عدم الانسياق وراء مشاعر التوقف عن الإنجاز و السعي لصناعة الفرق في حياتنا ..
و لأنها هكذا هي
الحياة ، صعود و نزول ، ليس علينا نترك ذواتنا تهيم في النزول كثيرا ، علينا أن
نعي و نفهم أن النزول هو مصير عادي و هو يلي دائما كل الصعود الذي كنا فيه ، لكن الصعود هو المصير الذي علينا ان نكون فيه اطول مدة ممكنة ..
لا اقصد بلفظي
الصعود و النزول ، النجاح و الفشل ، لكنني قصدت بهما علو الهمة ، النشاط و الأمل والسعي
نحو الحياة التي نريدها مهما كانت هاته الحياة بسيطة و هادئة ، فعلينا ان نسعى
لتحقيقها ، أما النزول فهو المشاعر السلبية التي تفترش ارضيتنا من حين لآخر ،
تخبرنا ان الحياة لم تخلق لأمثالنا ، و أن آمالنا لن تتحقق ، و أن الحياة أكثر
تعقيدا مما نعتقد ، و على قدر ما تكون آمالنا بسيطة ، ستكون هناك مشاعر سلبية
تعاكسها و تلبسها السواد و الشحوب .
ففي كل مرة ، تظهر
هاته المشاعر السلبية ، ليس علينا التفاعل معها و الانسياق خلفها ..
التقيت في جلست
تنوين الخميس الفارط بفتاة اعتقد انها ستجمعني بها صداقة طيبة ، لأنها شخص مثير
للاهتمام ، اخبرتني أنه لا مهرب من المشاعر السلبية في الحقيقة ، لكن يمكن التغلب
عليها في حالة عدم الخضوع لها و ذلك بعدم الانسياق خلفها أي عدم التفاعل معها بأي
طريقة من الطرق ، بحيث ان الفكرة لا تبقى في عقولنا لمدة تتجاوز 60 ثانية على
بعضها ، أي انه علينا ان لا نفكر فيها ، و لا نخضع لها ، نتركها كفكرة لا معنى لها
، و هي سترحل لحالها ..
و قد تبدو هاته
الفكرة لوهلة غريبة ، كيف يمكن ان اترك فكرة في عقلي و لا أفكر فيها ، و لكن بعد
أن فكرت في الأمر ، عرفت الوسيلة لذلك ، لأننا هنا نحن نتكلم عن نظام المناعة
الفكرية ، و هو المقاوم و الحامي ، الذي علينا تطويره ليقاوم الأفكار السيئة التي
لا نريد التفكير فيها و لا نريد الخضوع لها .
تماما كالأفكار
التي تراودنا في بعض الاحيان قبل الامتحان أو قبل مقابلة عمل مهمة ، تراودنا أفكار
اننا سنخطأ ، و أننا لن ننجح ، لكن لنستطيع اكمال الطريق ، نقاوم هاته الأفكار ، و
لا نتركها تلتهمنا ، بل نحاول معاكستها ، بأفكار مضادة .. و لأن كل فكرة لديها
فكرة مضادة ، علينا ان نطور مناعتنا الفكرية ، تماما كمناعتنا الجسمية التي تقوم
بتركيب اجسام مضادة ضد الجسم الغريب ، على مناعتنا الفكرية أن تقاوم بأفكار مضادة
و بوسائل أكثر ذكاء كل مرة ، إلى ان نتوصل الى مقاومة الفكرة بعدم التفكير فيها ،
و عدم الخضوع لها أصلا ..
هذا الموضوع ، أي مقاومة
الأفكار السلبية ، هو موضوع مثير للاهتمام ، و لذلك علينا فعليا التفكير في طرق
ووسائل ناجعة لتطوير مناعتنا الفكرية لنقاوم السوء الذي يعتري العالم ، الفشل و
الألم المتفشي في كل ركن من أركان هذا العالم ..
لذلك علينا نتعلم
كيف ننطلق كل مرة ، و مهما راودتنا أفكار سلبية ، علينا ان نقاومها ، و أن نركز
على انجازاتنا الشخصية ، و مهما كانت تلك الإنجازات بسيطة و صغيرة ، فيكفي انها
تسعدنا و تجعلنا نعيش في العالم الذي نريده لأنفسنا .
تعلم أن تقاوم ،
تشحن طاقتك من جديد كل مرة ثم تنطلق ..