عندما تهزم الإرادة كل الصعاب | لقاء مع المصمم رامي إجبارة
رامي
اجبارة من سوريا و بالتحديد من مدينة ادلب
درس
رامي الهندسة الميكانيكية بسوريا ، لكن اضطرته ظروف الحرب عن التخلي عن الجامعة و
سنوات دراسته و انتقل للعيش بتركيا رفقة عائلته ، عمل هناك لتوفير لقمة العيش ،
لكن رامي لم يكن يرى انه أسلوب الحياة التي كان يطمح لها ، و أراد ان يعمل في مجال
يحبه و يطور نفسه فيه ، و شاءت الصدف ان يتعرف رامي على التصميم الغرافيكي ، و عمل
بجد و باجتهاد لسنوات الى ان وصل الى المستوى الراقي الذي هو عليه اليوم ..
رامي
يشغل منصب مدير قسم التصميم بشركة كواليتي بتركيا بمدينة غازي عنتاب كما يعمل كمستقل باسمه الخاص .
مرحبا
بك رامي في ضيافة مدونة سمارت شو ، يسعدني لقاءك .
1- رامي ، حدثنا قليلا عنك ، و عن الصعوبات التي واجهتها في بدايتك كمصمم غرافيكي .
اسمي رامي اجبارة, من سوريا من مدينة إدلب, عمري 25 سنة
طالب جامعي في هندسة الميكانيك في السنة الثالثة في جامعة تشرين في اللاذقية (للأسف لم أكمل)
كان كل حلمي عندما أنتهي من دراستي أن أكون مهندس
ميكانيك و أعمل في هذا المجال, ولكن شاءت الأقدار أن أترك الجامعة بسب سوء الأوضاع
الحالية في سوريا, وعندما تركت الجامعة إضطررت إلى الذهاب إلى تركيا أنا و أخي
للعمل هناك, كنت آمل أن أعمل في مجال دراستي ولكن للأسف لم أجد أي فرصة متاحة بسبب
عدم تعلمي للفة التركية.
وسوء الأوضاع المعيشية في تركيا بالنسبة لي في بلد أجنبي
غريب و كثرة المصاريف جعلني مجبر على العمل في أي مجال لكي أقوم بتأمين مصروفي
اليومي و تأمين أجار السكن, كنت أعمل كعامل عادي في أحد المعامل في تركيا بقيت في
هذا المعمل لمدة تتراوح 3 سنين (كنت مجبرا على ذلك). كنت أعمل 14 ساعة في اليوم.!
ولكن في أحد الأيام نظرت الى نفسي و قلت هل هذه هي
الحياة التي أريدها, كنت أريد أن أكون مهندسا, أو حتى صاحب مشروعي الخاص, ليس هذه
هي الحياة التي تمنيتها.
فجلست أبحث في اليوتيوب و بحثت عن شيئ يخص المهندسين وإذ
يظهر فيديو بعنوان (القواعد الأكاديمية للتصميم الغرافيكي للأستاذ الدكتور نور
حمصي).
فجذبني العنوان, فجلست أتابع الفيديو وعند الإنتهاء قلت
لنفسي إذا كان أي شخص قد فعلها فأنا قادر على فعلها أيضا, و أصبحت أبحث عن هذا
الأمر عن التصميم الغرافيكي, بدأت في التعلم (نظريا, في أوقات فراغي, خارج أوقات
دوامي في المعمل) لم أكن أمتلك جهازا محمول أو أي وسيلة لأطبق عليها ما يقولون, لم
يكن راتبي الشهري يكفي لآتي بجهاز محمول خاص بي.
تراكمت عليي الديون و السلف في المعمل لآتي بجاهز محمول
لأتعلم عليه التصميم الغرافيكي, بدأت في تعلم القواعد الأكاديمية بحثت عنها بشكل
دقيق,, تعلمت نظرية الألوان, تعلمت فن إستخدام الخط في التصاميم, مع العلم كان
دوامي في المعمل 14 ساعة ( وكان عدد الساعات التي أتعلم فيها هي 7 ساعات يوميا
بقيت على هذه الحالة لمدة سنة ونصف أنام 3 ساعات فقط في اليوم ولكن الشغف و حب
المجال و التطلع لنجاح كان يكبر أمامي كل يوم.
الإنكسارات و الناس السلبية كانت تعيق طريقي جدا و الرفض
لجميع خدماتي في الشركات كانت دائما ب (لا) ولكن تابعت وقلت لنفسي سوف اسمع كلمة
(نعم) في يوم من الايام, و جاءت إحدى الشركات عن طريق حسابي في البيهانس قالو
بأنهم يحتاجون مصمم غرافيك مبتدئ ليعمل ضمن فريقهم, فقلت لنفسي نعم هذه هي الفرصة
و حان الوقت للعمل, عملت معهم مبتدأ و أصبحت مدير قسم التصميم بتصويت جميع أعضاء
الفريق آنذاك, الرغبة و النجاح و حب هذا المجال و الصعوبات يلي مررت بها أوصلتني إلى هذا المكان بفضل من الله طبعا.
2- هل ترى أن التعليم الأكاديمي كان سيسهل عليك الدخول في المجال ، هل كان سيختصر عليك بعض الوقت ؟ ام ان التعليم الاكاديمي ما عاد له أي أهمية .
طبعا نعم كان ليسهل علي الكثير من الوقت, ويجعلني متعمق
بشكل أكبر في هذا المجال بكثير من الأمور, لأن الطريقة الأكاديمية لن تتعلمها في
التعليم الذاتي.
3- رامي انت عشت في سوريا ، و لديك الآن قرابة 5 سنوات و انت تعيش في تركيا ، كيف كانت الحياة في سوريا و كيف هي الآن بتركيا ؟
هناك الكثير من الأمور المختلفة أهمها الثقافة العربية
مختلفة جدا عن الثقافة التركية, هذا ما لمسته منهم.
ولكن في سوريا كيف لا تكون الحياة جميلة وهي بلدي
(أصدقائي, عائلتي, أحبابي) أمامي دائما.
ولكن في تركيا بشكل عام التصميم الغرافيكي فتح لي آفاق
كثيرة لم أكن أتخيلها, و تركيا هي أفضل مكان للعمل الحر أيضا.
4- رامي انت تشغل منصب رئيس قسم التصميم في شركة تركية ، ما رأيك في السوق التركية في مجال التصميم الغرافيكي؟
بشكل عام الأسواق التركية لا تهتم بجودة العمل, المهم ما
يخدم العمل. (إلا القليل منهم يهتمون بجودة العمل بشكل كبير)
و يهتمون في طباعة بشكل عام و في المنتجات بشكل خاص.
مع العلم أننا ك عرب يوجدا الكثير لدينا الكثير من
العقول التي يمكن أن تنافسهم و تنافس الغرب بشكل عام
5- هل ترى ان مجتمع المصممين العرب له صبغة التعاون و حب مشاركة المعرفة ، أم انه مجتمع تنقصه هذه الميزات ؟
المحتوى العربي يفتقر الكثير من المعلومات الأكاديمية و
يفتقر إلى المشاركة سواء في الخبرات أو في تعلم المهارات.!
لذلك أقدم شكري لكل شخص مساهم من الأساتذة الكبيرة (التي
تقوم بإثراء المحتوى العربي). ف بدونهم لما كنت تعلمت أنا و لما كنت قد اكتسبت هذه
المعلومات التي أحملها الآن.
6- أخبرنا كيف غير التصميم حياتك و نظرتك للأمور من حولك ؟
بكل صراحة كنت أقول لنفسي هل من الممكن أن أشعر بما قد
أقراءه.؟
الآن أقرآ و أنا أشعر بذلك, و أنظر و أنا اشعر بذلك سواء
من ناحية المتلقي أو من ناحية المصمم
الآن عندما أنظر للألوان في تصميم ما أشعر بل رسالة التي
يريد المصمم أن يوصلها للجمهور
الآن عندما أنظر للطبيعة أجلس أختار الألوان منها..!
عندما أنظر إلى الشعار أفهم الرسالة التي يحتويها
و الأهم من ذلك أن التصميم هو إسلوب حياة ( جعلني
منظماً, ملتزم في المواعيد, جعلني أشعر بل أناقة و بالترتيب).
7- رامي لم يكن لديه خبرة في مجال التصميم الغرافيكي قبل قدومه الى تركيا و حدوث هذا التغير البارز في حياته ، من هم الأشخاص في حياتك الذين ساعدوك للوصول لما انت عليه اليوم ؟
أبي و أخي في المقام الأول (كانا سعيدان جدا لإتخاذي هذا
القرار). وأمي كانت لتكون كذلك ولكنها (إنتقلت إلى رحمة الله) - رحمها الله و أسكنها فسيح جنانه -
و كان هناك أحد الأشخاص الذين تركو أثرا كبيرا في قلبي و
كان داعما لي في كل موقف هو الإستاذ (وسيم قدورة)
8- رامي انت تعمل في الوظيفة كما تعمل كمستقل ، ما رأيك في الطريقتين ، و أيهما أفضل في نظرك ؟
العمل في الشركة ممتع جدا و مفيد للغاية لاسيما أنك تقوم
بتقوية علاقتك بكثير من الأشخاص الذين تراهم, و تشعر بقوة العمل الجماعي, ويجعلك
مجبراً على تطوير مهارتك لتظهر نفسك بين طاقم الفريق. ولكن من رؤيتي الشخصية (
تفقد تركيزك في بعض الوقت, يصيبك في التشتت, يجعلك متوترا من الذين من حولك عند
عملية تصميم ما أو شيئ من هذا القبيل, بل إضافة إلى التعب في بعض الأحيان).
أما العمل كحر فهو جيد جدا و يجعلك مجبرا على تطوير نفسك
في عدة أمور لأنك سوف تقوم بعمل لم يسبق لك أن قمت به,الشعور بل الراحة المطلقة و
التركيز في العمل ولكن (ممل, وروتيني جدا)
9- ما هي معادلة النجاح في رأيك ؟
تكلم الدكتور (طارق سويدان) عن المفاتيح السبعة للنجاح
ولا أعتقد بأنني سوف أضيف الكثير ولكن, (احلم و اعمل) احلم بما تريد و واعمل من
أجل تحقيقه ف النجاح لا يأتي بالتمني, و عدم الخوف من الفشل (أول طريق للنجاح هو
الفشل, ولكن استمر بعد ما أن تفشل), عدم الإستسلام أبداً, اقنع نفسك بأنك شخص سوف
تنجح, و ستنجح
10- لو لم يكن رامي مصمما غرافيكيا ، ماذا كنت لتختار كمهنة ؟
أعشق نجارة الخشب لما تحتويه من إبداع و أصالة عربية و
هذا ما كنت لأصبح عليه
11- يوم في حياة رامي اجبارة ، احكيلنا على عاداتك اليومية
أصحى من النوم قبل موعد عملي ب ساعتين, أقوم بتجهيز
فطوري المتواضع, ومن بعدها كأس من القهوة الصباحية, مع التغذية البصرية لمدة ساعة
يومياً وقبل النوم أقوم بقراءة ما تيسر من كتاب ما أو قراءة مقال, و يكون بجانبي
دفتر للملاحظات وقلم, فلا تعلم متى تأتي فكرة لتصميم ما أو فكرة على مشروع أعمل
به, أو فكرة جائت لي من قراءة أحد المقالات أو حتى الكتب.
12- كيف يرى رامي نفسه بعد 10 سنوات ، آمالك و تطلعاتك .
أرى نفسي ( مخرج فني ), أمتلك مشروعي الخاص
13- نصيحتك للمصممين الجدد في المجال .
امنح نفسك الوقت الكافي في التعلم, فالأمر يستغرق الوقت
و ليس بسرعة
تعلم القواعد الأكاديمية للتصميم, فهي الركيزة الأساسية
في جمال التصميم,
لا تقم بتشتيت نفسك في عدة مجالات أو برامج, كثرة
التشتيت يسبب الضياع
شاهد أكثر تتعلم أكثر.(وسيم قدورة)
أشكرك على وقتك .. و نتمنى لك كل التوفيق و النجاح رامي ، اللقاء كان جدا ممتع و أنت مثال الإرادة القوية التي تخضع كل الصعاب التي في طريقها .. عسى ان تكون ايامك القادمة مليئة بالخير و البركة و التميز بإذن الله .
و تحية كبيرة للأستاذ وسيم قدورة ففضله كبير على كل المصممين العرب و انا واحدة منهم ، عسى ان يكون ضيفنا في القريب العاجل بإذن الله .
يمكنكم التواصل مع رامي و زيارة معرض اعماله :